صورة بن لادن في طفولته
أسامة بن لادن... من رجل ثري ورث 300 مليون دولار في الثمانينيات إلى رجل تطارده أمريكا والعالم من بلد إلى بلد ومن جبل إلى جبل ومن غار إلى غار، والمفارقة أن عدو أمريكا الأول كان حليفها في حرب أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي (1979 / 1988 )، بل إن بن لادن ذهب إلى* الأمير* السعودي* بندر* بن* سلطان* سفير* السعودية* في* الولايات* المتحدة* ليشكره* على* جهوده* *"في* إقناع* أصدقائنا* الأمريكيين* بمساعدتنا* ضد* الشيوعيين* الكفرة*"*.
إلا أن هذا الطفل الذي ستطارده كبرى جيوش العالم عرف بالهدوء والخجل وفي نفس الوقت الثقة بالنفس، ويقول عنه "بريان فايفيلد شايلر" أستاذه البريطاني "كان لطيفا أكثر من أي شخص آخر في فصله"، وأضاف "أسامة كان متميزا بين زملائه؛ لأنه كان أطول، وأكثر أناقة ووسامة من* معظم* الصبية* الآخرين،* كما* أنه* كان* مهذباً* ومؤدباً* بشكل* ملحوظ،* وكان* لديه* قدر* كبير* من* الثقة* بالنفس*"*.
بن* لادن* يقود* الأفغان* العرب* في* *"حرب* أمريكا*"* ضد* الشيوعية
وعندما غزا الاتحاد السوفياتي أفغانستان بدأت شخصية أسامة القيادية تخرج من شرنقة الشاب الهادئ والخجول، واستغل ثروة أبيه ليفتتح مركزا في مدينة بيشاور الباكستانية لضيافة المجاهدين العرب المتوجهين للقتال في أفغانستان، ثم أسس معسكرا للتدريب سماه "القاعدة"، ومن هنا* جاء* اسم* تنظيم* القاعدة*.
* ونجحت* السعودية* في* إقناع* الولايات* المتحدة* الأمريكية* بدعم* بن* لادن* والمجاهدين* الأفغان* بالأسلحة،* وصورتهم* وسائل* الإعلام* الأمريكية* حينها* كالملائكة* قبل* أن* تقوم* بشيطنتهم* عندما* تغيرت* الأهداف* والمصالح*.
*"حرب* صدام*"* أوقعت* الطلاق* بين* أمريكا* وبن* لادن
أول شرخ وقع بين الزعيم الجديد للأفغان العرب وأمريكا كان عند غزو العراق للكويت 1990، وعرض حينها أسامة بن لادن على السعودية توفير جيش من آلاف المجاهدين للدفاع عن المملكة ولكن السعودية رفضت عرضه، وبالمقابل دعت قوات بمئات الألوف من الأمريكيين والغربيين لتحرير الكويت وهذا ما أجج روح الغضب والانتقام لدى بن لادن واعتبرها "خيانة تاريخية"، خاصة وأن السعودية وأمريكا وحلفاءهما تنكروا له وللأفغان العرب وتناسوا دورهم في دحر الشيوعية في أفغانستان، وكان ذلك سببا جوهريا في بدء بن لادن حربه المقدسة ضد الأمريكان لطردهم من جزيرة* العرب*.
قطع بن لادن شعرة معاوية مع الحكومة السعودية التي وصفها "بالفاسدة"، وانتقل في 1991 إلى السودان، لكن الضغوطات الشديدة من الولايات المتحدة الأمريكية على الخرطوم دفع حكومة السودان إلى إجبار بن لادن على مغادرة السودان، وكانت وجهت بن لادن هذه المرة إلى أفغانستان* التي* أصبحت* في* 1996* تحت* حكم* طالبان*.
وشكل* تحالف* بن* لادن* مع* أيمن* الظواهري* الأمين* العام* لتنظيم* الجهاد* الإسلامي* في* مصر* أفتى* الطرفان* فتوى* تدعو* إلى* *"قتل* الأمريكان* وحلفائهم* أينما* كانوا* وإلى* إجلائهم* من* المسجد* الأقصى* والمسجد* الحرام*"*.
أمريكا* احتاجت* إلى* أشهر* لاعتقال* صدام* وسنوات* لقتل* بن* لادن
وتبنى بن لادن تفجيرات برجي مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الأمريكية 11 سبتمبر 2001 التي تسببت في قتل 3 آلاف شخص، اتخذت واشنطن عذرا لاحتلال أفغانستان والعراق، وبدأت حربا مفتوحة ضد ما سمته "الإرهاب"، ورغم أن أمريكا لم تستغرق سوى بضع أشهر للقبض على صدام* حسين* بعد* سقوط* بغداد* إلا* أنها* احتاجت* إلى* قرابة* 10* سنوات* لقتل* أسامة* بن* لادن* دون* أن* تلقي* عليه* القبض* حيا*.
* وقال* بن* لادن* مرة* لإحدى* زوجاته* التي* صرحت* بذلك* لمجلة* *"المجلة*" "لدي* مجموعة* كبيرة* من* المجاهدين* *(المقاتلين*)* في* أفغانستان* (...) سيقاتلون* بأرواحهم* إذا* حدث* لي* أي* مكروه*"*.