لندن - كمال قبيسي
كان بن لادن يساوي 25 مليون دولار كجائزة رصدتها الولايات المتحدة لمن يأتيها برأسه حيا أو ميتا، وهو ما لم تدفعه لأحد بعد أن عثرت عليه بنفسها وقامت بتصفيته في أوائل مايو/أيار الماضي، ثم كفنوه ووضعوا جثته في كيس مطاطي مقوّى وألقوه بمياه بحر العرب الدولية، حيث عمق الماء يصل هناك إلى 4 آلاف متر تقريبا.
الا أن غطاسا أمريكيا مهنته منذ 39 سنة اصطياد الكنوز الضائعة من البشر في البحار، قرر استثمار مئات آلاف الدولارات للبحث عن الجثة بأجهزة وتكنولوجيا متطورة، حالماً بالعثور عليها ليقوم بتصويرها وليفحص عينات من حمضها النووي بهدف الإجابة على سؤال محيّر وكبير، وقد يدرّ عليه الملايين: هل قتل الأمريكيون الزعيم السابق لتنظيم "القاعدة" فعلا؟
وبحسب ما ذكر بيل وارن لموقع "تي.أم.زد" الأمريكي لأخبار المنوعات على الانترنت، فإنه سيقوم بعمليات البحث عن الجثة لأنه لا يثق بالحكومة الأمريكية "ولا بالرئيس أوباما الذي لم يقدم الدليل الكافي على مقتل بن لادن" وفق تعبيره.
ذكر وارن أيضا أن الأجهزة التي يستخدمها في البحث المائي بالمنطقة الشمالية من بحر العرب، حيث يقال إن القوات الأمريكية ألقت الجثمان من حاملة الطائرات كارل فينسون في مجال من البحر أقرب إلى باكستان منه إلى سلطنة عمان، هي متطورة وتكفيه للمهمة التي سيستخدم فيها أيضا قوارب عدة تجوب الموقع الذي يعتقد أن الجثمان يرقد تحت مياهه وترصد بماسحات الأشعة منطقة تزيد مساحتها على مدينة كبيرة في كل مرة، بحسب ما طالعت "العربية.نت" في موقعه على الانترنت.
يذكر في الموقع أيضا أنه بدأ احتراف اصطياد الكنوز الضائعة في البحار منذ 1972 وأسس شركات عدة للبحث والغطس، وأهم ما عثر عليه كان سفينة تجارية بريطانية غرقت قبل مئات السنين عند سواحل سانتا كروز بولاية كاليفورنيا وكان عليها ما حقق له الربح الوفير.
وبيل وارن طارئ ودخيل على مهنة الغطس، ولم تكن له أي علاقة بالبحار ولا بالكنوز، بل كان مغنيا في محطة تلفزيونية دينية في مدينة أنشوراج، بولاية ألاسكا الأمريكية، ثم قادته الظروف لأن يتحول من الغناء إلى المهمات شبه المستحيلة، وأشدها تعقيدا هذه المرة جثة يبدو العثور عليها صعبا كما كان صعبا العثور على بن لادن طوال 10 سنوات.